رصد : سمير بول
عقد امس بفندق سنوستا في القاهرة مؤتمر صحفي للسيد/ باقان اموم ، وزير السلام بحكومة جنوب السودان ، حيث قال باقان أن حزبه قد اتفق مع حزب المؤتمر الوطني على قبول الاستفتاء واحترام خيار اهل الجنوب في الوحدة او الانفصال.
واقيم المؤتمر عقب إنتهاء الحزبين من تفاهماتهما بشأن اعمال ورشة العمل الثانية حول القواسم المشتركة والروابط الايجابية بين شمال وجنوب السودان أول امس بالقاهرة بدعوة من الحكومة المصرية والتي انتهت بالتوقيع على بيان ختامي مفصل من تسع نقاط. أمنا فيه على اهمية الحفاظ على السلام المستدام والتعامل بمسؤولية تجاهه مع ضرورة اجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير العام القادم مع الاتفاق على ان المشورة الشعبية في النيل الازرق وجنوب كردفان من اهم آليات اتفاقية السلام الشامل وعليه فانهما يحثان الخطى من اجل تنفيذها.
وفي المؤتمر الصحفي الذي حضره عدد من الصحافيين المصريين والسودانيين وبعض النخب السياسية السودانية والمصرية وعدد من المهتمين بالشأن ، بحضور رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان في مصر السيد / نصر الدين موسى كوشيب ، والدكتور/ فرمينا مكويت منار ،ممثل حكومة جنوب السودان بالشرق الاوسط وجامعة الدول العربية ،والذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت لروح فقيد السودان الدكتور سامسون كواجي عضو المكتب السياسي للحركة ووزير الزراعة بحكومة الجنوب، وأوضح باقان في حديثه
ان كل ما توصلنا اليه هو العمل على المحافظة على السلام ونبذ الخلافات بين الشمال والجنوب وحل مشكلة السودان بما يفضي لبناء حياة كريمة).
وقال بقان ان السودان يمر بأدق وأصعب لحظة في تاريخه ، وهو انه بعد أشهر قليلة سيكون هناك حق تقرير المصير في جنوب السودان واستفتاء حول منطقة أبيي ،والمشورة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق حيث سيخوضون مشوارا جديدا في رسم العلاقة بين المركز والولايتين ، كل ذلك يجري والصراع والحرب الاهلية لا تزال مستمرة في دارفور ونحن السودانيين لم نصل الى حل يفضي للمطالب المشروعة لاهلنا في دارفور في ان يحكموا انفسهم ويشاركوا في حكم السودان وان يكون لهم النصيب العادل من الثروة الوطنية وفرص التنمية ويرجعوا الى مناطقهم وقراهم ويعيدوا بناء حياتهم التي خربتها الحرب واللجوء ، وهذه مرحلة صعبة سببها فشل الدولة السودانية في ادارة هذه التباينات والفشل في بناء امة والذي رسم ملامح الازمة الوطنية . نحن الان امام تجليات هذه الازمة والسودانيون يمرون بمرحلة صعبة ولكن في رأينا يمكن الخروج من هذه الازمة
وفي اجابة لاسئلة الصحافيين عن استعداد الجنوب للانفصال ومقومات الدولة فيه اجاب بقان قائلا هذا السؤال مرهون بالمستقبل في جنوب السودان ، وبما ان الجنوب قد مر بتجربة الحكم الذاتي ، فاذاً له القدرة على ادارة نفسه ذاتياً واكثر من ذلك ، ففي الجنوب هناك الخدمة المدنية المستقلة واجهزة الدولة المكتملة من بوليس وجهاز قضائي وجيش قادر على حماية حدود الجنوب ، ولقد اتينا الى مصر بدعم من الحكومة المصرية للتنفيذ الكامل للاتفاقية في حالة قيام دولتين جارتين ذات مصالح مشتركة .
ونفى بقان قيام قاعدة عسكرية امريكية عند استقلال جنوب السودان ولن تكون هناك قاعدة لأي جهة من الجهات والجنوب خارج من الحرب ولا يريد حربا وسيكون محافظا للسلام مع كل جيرانهم ، واضاف ان العالم يتجه الى العولمة وبحث عن وسائل سلمية اكثر من عسكرية اهتمام المؤتمر الوطني بالتركيزعلى خيار جعل الوحدة جاذبة في اللحظات الاخيرة قال باقان ان العمل في اللحظات الاخيرة هى صفة عامة لكل السودانيين الذين لا يخيطون جلاليبهم الا يوم الوقفة ولا ضير في يتم حياكة الجلباب بعد العيد واي مجهود لجعل الوحدة جاذبة بين السودانيين ليس مجهودا ضائعا وهو مهم لبناء علاقات طيبة في المستقبل .وعن تسليم البشير للمحكمة الجنائية قال باقان ان الجنوب لم يوقع اتفاقية روما التي تقتضي إنشاء المحكمة الجنائية فليس لهم التزامات مثل تشاد التي لديها التزام قانوني .
وعن راي الحركة الشعبية لتوجه الديمقراطيين الشماليين نحو الجنوب قال باقان ان هذا التوجه لبناء وتنفيذ مشروع وطني ديمقراطي على انقاض دولة فاشلة في الشمال وهذا سيعود بفائدة في تحقيق بناء مجتمع يعيش في سلام وستكون فرصة وارضية لتنفيذ افكارهم لانهم لم يجدوا الفرصة في الدولة السودانية .
وعن تحمل النخبة السياسية الجنوبية مسئولية الانفصال قال باقان ان الانفصال ليس مسئولية النخبة الجنوبية بل سببه هو فشل الدولة السودانية . وعن الوحدة الطوعية العادلة قال ان هذه الوحدة غير موجودة وهي مثل الوحدة التاريخية التي لم تكن جاذبة . اما عن تأثير الانفصال على افريقيا قال باقان ان الانفصال سيؤثر ايجابياً . واضاف ان الراي العام في الجنوب متجه نحو الانفصال .
ونبه باقان الى ضرورة التعاون بين الشمال والجنوب خاصة في مجال النفط ، ومن الافضل للمؤتمر الوطني والجيش السوداني توظيف المال الذي يقهر به الجنوب نحو تنمية الجنوب علي حد قوله .
وعن ديون السودان البالغة 36 مليون جنيه قال باقان انهم سيتفاوضون خلال الفترة القادمة عن اصوال تلك الديون لمن ستكون هل للشمال وحده ام الاثنين معا ، وهل سيكون هنالك استمرار في التعامل بالعملة السودانية الجنيه .
samirbol@gmail.com