موضوع: القذافي اليائس من العرب يجد ضالته في إفريقيا الإثنين فبراير 02, 2009 3:29 pm
ترك العرب لفرقتهم
القذافي اليائس من العرب يجد ضالته في إفريقيا الزعيم الليبي كافح منذ سنوات لتوحيد العرب دون جدوى ويقرر تركيز جهوده على القارة الإفريقية.
طرابلس - بعد ان خاب امله من مساعي توحيد العالم العربي أدار الزعيم الليبي معمر القذافي (66 عاما) ظهره للشرق الأوسط ليركز على علاقات بلاده بالقارة الإفريقية.وجاء انتخابه الاثنين في القمة الإفريقية في اديس ابابا، رئيسا للاتحاد الإفريقي لمدة عام، ليكرس هذا التوجه الجديد في الوقت الذي اصبح فيه القذافي شريكا صعبا لكن لا مناص منه للغربيين بعد ان ظل لعقود العدو اللدود للاميركيين.ولد القذافي، اقدم القادة العرب في السلطة، عام 1942 تحت خيمة بدوية في صحراء سرت في كنف عائلة رعاة بدوية فقيرة من قبيلة القذاذفة ونشأ على تربية دينية صارمة بقي وفيا لها.التحق بالجيش عام 1965 واقدم وهو في السابعة والعشرين من عمره، مع 11 ضابطا اخر في الاول من ايلول/سبتمبر 1969، على الاطاحة بنظام الملك الليبي ادريس السنوسي المسن الذي كان في فترة نقاهة في تركيا، دون اراقة قطرة دم واحدة.فرض القذافي نفسه "قائدا للثورة" معلنا "انتصار الثورة" باسم "الحرية والاشتراكية والوحدة". وحصل على دعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر.وفي آذار/مارس 1977 اعلن قيام "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" التي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة" مع "مؤتمر الشعب العام" وهو بمثابة برلمان و"اللجنة الشعبية العامة" المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام والتي تعتبر بمثابة حكومة.وادى اعلان عداوته "للامبريالية الاميركية" الى تقاربه مع الاتحاد السوفياتي الى حد انه حاول الانضمام الى حلف وارسو. وكانت قضيته الاساسية هي فلسطين التي اتخذ بشانها مواقف متشددة لا مجال فيها لاي تسوية مع اسرائيل. واشتهر بتصريحاته المثيرة خلال القمم العربية التي كان يشارك فيها.اثار القذافي الاستغراب من حوله لا سيما لدى الغربيين بسبب غرابة اسلوب حياته وازيائه التقليدية وطريقته في ممارسة السلطة وتصريحاته ونظرياته المبتكرة.ويتخذ القذافي قراراته في اغلب الاحيان من خيمته المتنقلة في الصحراء بحماية وحدات امنية من النساء بالزي العسكري. ويكتفي القذافي بالقليل من القوت لا سيما من حليب النوق.ويضطر القادة الاجانب والصحافيون الى الانتظار لساعات طوال واحيانا لايام قبل مقابلته لكنه يعرف كيف يستبقيهم طويلا وهم يشربون الشاي ويناقشون قضايا العالم.وكثيرا ما اختلف قبل ان يتصالح مع تونس التي اقترح عليها الوحدة، وكذلك مع مصر والسودان ومع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.ازدادت علاقاته سوءا مع الولايات المتحدة عندما شن الطيران الحربي الاميركي في الرابع من نيسان/ابريل 1986 غارات على ليبيا قصف خلالها منزله في طرابلس ما ادى الى مقتل ابنته بالتبني، بعد اتهام ليبيا بالقيام باعتداء مناهض للولايات المتحدة في برلين الغربية.فقد تحول القذافي الى "اكبر عدو" للغرب بعد اعتداءين، الاول على طائرة تابعة لشركة بانام الاميركية انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية واسفر عن سقوط 270 قتيلا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988 والثاني على طائرة تابعة لشركة يو.تي.اي الفرنسية فوق صحراء تينيري في النيجر في التاسع عشر من تموز/يوليو 1989 (170 قتيلا).وخلال التسعينيات، تحول القذافي الى مناضل في سبيل الوحدة الافريقية وساعد دولا مثل تشاد ومالي اقتصاديا.ولكن وبعد ان ظل لعقود ينعت بانه رئيس دولة "ارهابية مارقة" قرر التصالح مع الغرب.وفي 2003 اعلن بشكل مفاجىء تخليه عن برامجه السرية للتسلح ثم اقر بمسؤولية معنوية عن حادث لوكربي وحادث الطائرة الفرنسية ودفع تعويضات لعائلات الضحايا بهدف رفع الحظر الاقتصادي والجوي المفروض على بلاده.كما نجح القذافي العام الماضي في تنقية علاقاته مع ايطاليا القوة المستعمرة لبلاده التي حصل منها على اعتذار عن الحقبة الاستعمارية و5 مليارات دولار من التعويضات. كما استقبل في ايلول/سبتمبر 2008 وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك كوندوليزا رايس في زيارة تاريخية كرست علاقاته الجديدة مع الغرب.وكان قبل ذلك استقبل جاك شيراك وتوني بلير ووقع عقودا نفطية مع الاميركيين، وهو يعرض اليوم المساهمة في تسوية نزاع دارفور ويعمل من اجل "شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشامل".وللقذافي ابن هو محمد من زوجته الاولى وستة ابناء من زوجته الثانية هم سيف الاسلام وسعدي والمعتصم وهنيبعل وسيف العرب وخميس اضافة الى ابنة واحدة هي عائشة.ويقود سيف الاسلام عملية الاصلاح في ليبيا مع التأكيد على ثوابت والده.